تفادى المنتخب المغربي سقوطا تاريخا كان سيحسب للمرة الأولى في تاريخ مواجهاته أمام منتخب جزر القمر المغمور، بعدما عاد بالتعادل 2-2 في مواجهة شهدت إقدام مدرب الأسود على عدة تغييرات مقارنة مع مباراة الذهاب.
بداية سيئة وهدف مبكر للمنافس وتعديلات لجأ إليها رينارد باعتماد كثافة عددية في خط الوسط، قلصت من خطورة المنافس الذي لعب بحماس شديد للثأر لخسارة الذهاب.
في التقرير التالي نقرأ أهم مشاهد هذه المباراة التي أجلت حسم تأهل المغرب للكان المقبل.
تغييرات بالجملة
لجأ هيرفي رينارد لتغيير نصف الفريق تقريبا، والذي بدأ مباراة الذهاب من خلال منح الفرصة للحارس الأحمدي ليعود من جديد لعرين الأسود، وحضر نفس التشكيل الذي توقعه في السابق بإقحام حكيمي ومنديل على الأطراف، وتعويض نايف أكرد للاعب داكوستا.
كما أبقى رينارد على بوصوفة والنصيري في دكة البدلاء ليدفع بالسعيدي وسفيان أمرابط بدلا منهما، وجاءت هذه التعديلات كلها لتبرز عدم قناعة رينارد بأداء لاعبيه خلال مباراة الذهاب ورغبته في تدارك الأخطاء، بعدما درس منافسه بشكل جيد كما قال في تصريحاته.
كماشة بالوسط
وزاد اعتماد ريارد على 3 لاعبين في محور الإرتكاز في خط الوسط ليعكس حجم تخوفه من المنافس بعدما بدأ بلاعب الوداد صلاح الدين السعيدي مع الأحمدي وسفيان أمرابط، وجلها عناصر تتقيد بأدوار دفاعية صرفة وذلك للحد من خطورة اللاعب فايز سليماني المتألق ذهابا، ومنع انطلاقات اللاعب ألفاردو نابوهان.
بالمقابل اعتمد على اللاعب فيصل فجر في غير دوره الإعتيادي، وأناط به مهمة الربط، وكان يميل كثيرا للعب على الأطراف دون أن يظهر أثر للاعب في هذه المنطقة بإمكانه أن يكون صاحب تمريرة حاسمة مثلا.
التضحية بالسعيدي
في واحدة من المرات القليلة منذ توليه مهمة تدريب المنتخب المغربي، لجأ رينارد لتغييرات مبكرة حدث الأمر ذهابا وتكرر خلال مباراة الإياب بعدما قام بإخراج اللاعب السعيدي بعد نصف ساعة على انطلاقة المباراة وتعويضه بزميله في الوداد اسماعيل الحداد.
موقف رينارد هذا، فرضه تواضع أداء اللاعب حمزة منديل في الرواق الأيسر، بعدما كان أحد أسباب الهدف المبكر الذي وقعه منتخب جزر القمر ولدعم هذه الجبهة ومنع جناح جزر القمر من التقدم للأمام.
هدية أحمادا
شكل الخطأ الفادح لحارس منتخب جزر القمر أحمادا، أحد أبرز مشاهد هذه المباراة بعدما قدم هدية للاعب المغربي أمرابط وضرب الكرة بساقه لتتحول لهدف أراح نسبيا لاعبي المنتخب المغربي ومنحهم بعض الثقة ليلتقطوا أنفاسهم أمام حماس وشجاعة المنافس أمام أنصاره.
كاد المنتخب المغربي بعد هذه الهدية أن يسجل عبر كل من بوطيب وفيصل فجر وبعدهما يوسف النصيري وأن يحسم المواجهة بالكامل، إلا أن التسرع طغى على لاعبيه بشكل كبير.
درس كبير من الحيتان
أعاد منتخب الحيتان وهو لقب منتخب جزر القمر، لاعبي المغرب لأرض الواقع بعد الثناء الذي نالوه عقب مونديال روسيا، إذ أكدت وقائع مواجهتي الذهاب و الإياب عدم وجود فوارق كبيرة بين المنتخبين.
تعادل أجّل التأهل لأمم أفريقيا، بعدما كان من شأن الإنتصار أن يحسم الموضوع نهائيا، ليتأجل الحسم حتى الجولة الأخيرة بمالاوي.
تكتيك رينارد ومبالغته في الحذر و ملء خط الوسط، جنب المغرب خسارة كادت أن تكون مكلفة للغاية وكارثية.